
في أجواء يطبعها التركيز العالي والطموح المشروع، اكتمل النصاب في صفوف المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم بمدينة طبرقة، وذلك ضمن التربص التحضيري الذي يندرج في إطار الاستعدادات الجدية لنهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب. فقد شهد مقر التربص اليوم التحاق سبعة لاعبين دفعة واحدة، ليلتئم بذلك شمل المجموعة ويضع الإطار الفني أمام كامل عناصره قبل الدخول في المرحلة الحاسمة من الإعداد.
ويتعلّق الأمر بكل من إلياس العاشوري، إلياس سعد، محمد الحاج محمود، إسماعيل الغربي، ديلان برون، يان فاليري وعلي العابدي، الذين التحقوا بزملائهم بعد استكمال التزاماتهم مع أنديتهم الأوروبية، ليمنحوا المدرب الوطني خيارات أوسع على مستوى التشكيل والتوازن التكتيكي، خاصة في ظل تنوّع خصائصهم الفنية وتجاربهم المختلفة.
اكتمال المجموعة… محطة مفصلية في الإعداد
ويمثّل اكتمال النصاب محطة مفصلية في برنامج التحضيرات، إذ يتيح للجهاز الفني العمل بصفة متكاملة على الجوانب البدنية والفنية والتكتيكية، بعد فترة أولى اقتصرت على عدد محدود من اللاعبين. فوجود كامل العناصر يسمح بتكثيف نسق الحصص التدريبية، وضبط ملامح التشكيلة الأساسية، إلى جانب تجربة أكثر من سيناريو لعب يتماشى مع متطلبات البطولة القارية.
وقد أظهرت الحصص التدريبية الأولى بطبرقة انضباطًا كبيرًا وروحًا إيجابية داخل المجموعة، وسط رغبة واضحة من اللاعبين في كسب ثقة الإطار الفني وفرض مكانتهم قبل الاستحقاق الإفريقي المنتظر. كما ساهم الإطار الطبيعي الهادئ للمدينة في توفير مناخ مثالي للعمل، بعيدًا عن الضغوط، ما انعكس إيجابًا على تركيز اللاعبين واستعدادهم الذهني.
قيمة مضافة من أوروبا
ويُنتظر أن يقدّم اللاعبون الملتحقون إضافة نوعية للمنتخب، لما يمتلكونه من خبرة اكتسبوها في البطولات الأوروبية. فإلياس العاشوري وإلياس سعد يعززان الخط الأمامي بقدرات هجومية وسرعة في التحوّل، في حين يمنح محمد الحاج محمود وإسماعيل الغربي حلولًا متعددة في وسط الميدان من حيث البناء والربط بين الخطوط. أما على مستوى الخط الخلفي، فإن حضور ديلان برون، يان فاليري وعلي العابدي يعزّز المنظومة الدفاعية بخيارات تكتيكية متنوعة وقدرة على اللعب في أكثر من مركز.
تركيز على الجاهزية والانسجام
ومن المنتظر أن تشهد الأيام المقبلة نسقًا تصاعديًا في التحضيرات، مع تركيز خاص على الجاهزية البدنية والانسجام الجماعي، فضلًا عن العمل على الكرات الثابتة والانتقالات السريعة، وهي عناصر حاسمة في البطولات الكبرى. كما سيولي الجهاز الفني أهمية كبرى للجانب الذهني، في ظل الرهانات الكبيرة المعقودة على المنتخب الوطني لتقديم مشاركة مشرّفة في كأس أمم إفريقيا.
طموحات جماهيرية وآمال مشروعة
ويأتي هذا التربص في وقت تتطلع فيه الجماهير التونسية إلى رؤية منتخب قوي ومتماسك، قادر على الذهاب بعيدًا في العرس القاري، خاصة مع توفر مجموعة تضم عناصر شابة واعدة وأخرى ذات تجربة دولية معتبرة. ويعكس اكتمال النصاب بطبرقة جدية التحضيرات ورغبة واضحة في تجاوز الإخفاقات السابقة وبناء منتخب تنافسي قادر على رفع الراية الوطنية عاليًا في المغرب.
هكذا، يدخل نسور قرطاج مرحلة العدّ التنازلي نحو كأس أمم إفريقيا، بعزيمة متجددة وثقة متزايدة، على أمل أن تتحوّل هذه التحضيرات المكثفة إلى نتائج إيجابية فوق المستطيل الأخضر، تُعيد البسمة إلى الجماهير وتؤكد مكانة تونس بين كبار القارة السمراء.
بقلم: بشير ذياب
